وقيل: كان طالوت سقاء، يبيع الماء. رواه عمران عن عكرمة، ولم يُدر مَن عمران هذا الراوي.
قال ابن عباس:
وضعوه على عجل حولي ثم سيَّبوه فساقته الملائكة حتى أدخلوه محلة بني إسرائيل فذلك قوله:" أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ " إلى قوله: " تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةْ " فكان في التابوت " سَكِيْنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ " قال: أما البقية فرُضاض الألواح، وعصا موسى، وعمامة هارون، وقَباء هارون الذي كان فيه علامات الأسياط في الغلول. وكان فيه طست من ذهب، فيه صاع من مَنّ الجنة، وكان يفطر عليه يعقوب. وأما السكينة فكان مثل رأس هرة من زبرجدة خضراء.
وقيل: إن الألواح التي كتب الله لموسى فيها التوراة، ثم أعطاه إياها، كانت الألواح من زبرجد. فلما ألقى موسى الألواح، وأخذ براس أخيه كان موسى حزناً ألا يلقى الألواح التي أعطاه الله بيده، فنسخ الألواح من جبل الطور، والبقية التي قال الله: كسر من الألواح من جبل الطور.
وقيل: السكينة: ريح هفافة، لها وجه كوجه الإنسان. وقيل: السكينة: لها وجه كوجه الهرة، ولها جناحان. وقيل: لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرّة.
وقيل: كانت هرة، رأسها من زمردة، وظهرها من درّ، وبطنها من ياقوت وذنبها وقوائمها من لؤلؤ.
فإذا أرادوا القتال قدّموا التابوت، ثم تكون أعلامهم وراياتهم خلف التابوت. وهم وقوف خلف ذلك ينتظرون تحريك التابوت، فتصيح الهرة فيسمعون صراخاً كصراخ الهرة، فتخرج من التابوت ريح هفافة، فترفع التابوت بين السماء والأرض، ويخرج منها لسانان: ظلمة ونور، فتضيء على المسلمين وتظلم على الكفار، فيُقاتل القوم وينصرون.