وعاش إبراهيم مئة سنة وخمساً وسبعين سنة، وقيل مئتي سنة وسنة. وعاش إسماعيل مئة سنة وتسعاً وثلاثين سنة. وعاش إسحاق مئة سنة وثمانين سنة. وعاش يعقوب بن إسحاق مئة سنة وتسعاً وأربعين سنة. وكان بين موسى وإبراهيم سبع مئة سنة وكان الأنبياء بين موسى وعيسى متواترة وكذلك بين نوح إلى موسى. قال عز وجل:" ثم أرسلنا رسلنا تترى " بعضها على إثر بعض " كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً " إلى قوله: " ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون " فمن زعم أنه يعلم عدتهم وأسماءهم إلا الله فقد كذب، إن الله يقول لنبيه:" ومنهم من لم نقصص عليك ". وكان بين موسى وعيسى فيما روي عن كعب ست مئة سنة، وفيما روي عن ابن عباس خمس مئة سنة.
وبإسناده عن محمد بن إسحاق بن يسار قال:
كان من آدم إلى نوح ألف ومئتا سنة، ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومئة واثنتان وأربعون سنة، ومن إبراهيم إلى موسى خمس مئة وخمس وستون سنة، ومن موسى إلى داود خمس مئة وتسع وستون سنة، ومن داود إلى عيسى ألف وثلاث مئة وست وخمسون سنة، ومن عيسى إلى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ست مئة سنة، فذلك خمسة آلاف وأربع مئة واثنتان وثلاثون سنة، وهذا الإجمال صحيح.
وبإسناده عن عكرمة قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الإسلام.
وعن ابن عباس قال: كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم ألف سنة وتسع مئة سنة، ولم يكن بينهما فترة، وإنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمس مئة سنة وتسع وستون سنة، بعث في أولها ثلاث أنبياء وهو قوله عز وجل:" إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث " والذي عزز به