شمعون، وكان من الحواريين، وكانت الفترة التي لم يبعث الله فيها رسولاً أربع مئة سنة وأربعا وثلاثين سنة وإن حواريي عيسى بن مريم كانوا اثني عشر رجلاً، وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حواري إلا اثنا عشر رجلاً، وكان من الحواريين القصار والصياد، وكانوا عمالاً يعملون بأيديهم، وإن الحواريين من الأصفياء، وإن عيسى حين رفع كان ابن اثنتين وثلاثين سنة وستة أشهر، وكانت نبوته ثلاثين شهراً، وإن الله رفعه بجسده، وإنه حي الآن، وسيرجع إلى الدنيا فيكون فيها ملكاً ثم يموت كما يموت الناس، وقرية عيسى تسمى ناصرة، وأصحابه يسمون الناصريين، وكان يقال لعيسى: الناصري، فلذلك سميت النصارى.
وبالإسناد عن أبي الوليد هشام بن عمار قال: بلغني أن من آدم إلى يوم غرقت الأرض ألفي سنة ومئتي سنة واثنتين وأربعين سنة، ومن يوم غرقت الأرض إلى أن ظهر إبراهيم ألف سنة وخمس عشرة سنة، ومن أيام إبراهيم إلى خروج بني إسرائيل من مصر أبع مئة سنة وثمانين سنة، ومن خروج بني إسرائيل إلى بنيان بنت المقدس سبع مئة سنة وستاً وأربعين سنة، ومن بنيان بيت المقدس إلى أن سباهم بخت ناصر أربع مئة سنة وعشرين سنة، ومن بخت ناصر إلى خروج عيسى بن مريم ست مئة سنة وثلاثين سنة وستة أشهر، ومن عيسى إلى أن بعث الله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحق ست مئة سنة وإحدى وعشرين سنة.
وبسنده عن ابن شهاب: أن قريشاً كانت تعد قبل عدد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من زمن الفيل، كانوا يعدون بين الفيل وبين الفجار أربعين سنة، وكانوا يعدون بين الفجار وبين وفاة هشام بن المغيرة ست سنين، وكانوا يعدون بين وفاة هشام وبين بنيان الكعبة تسع سنين، وكانوا يعدون بين بنيان الكعبة وبين أن خرج سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة خمس عشرة سنة، منها خمس سنين قبل أن ينزل عليه ثم كان العدد بعد.