وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس مئة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك. فقال العباس بن مرداس:
أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئٍ منهما ... ومن تخفض اليوم لا يرفع
قال: فأتم له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مئة.
وفي رواية: أنه كان في فتح مكة وأنه قال: اذهب يا بلال فاقطع لسانه. قال: فذهب بلال، فجعل يقول: يا معشر المسلمين، أيقطع لساني بعد الإسلام! يا رسول الله، لا أعود أبداً. فلما رأى بلال جزعه قال: إنه لم يأمرني أن أقطع لسانك، أمرني أن أكسوك وأعطيك شيئاً.
قال في هذه الرواية: إنه في فتح مكة، وإنما كان يوم حنين.
وفي رواية: أنه أعطاه أربعاً من الإبل فعاتب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شعر قاله:
كانت نهاباً تلافيتها ... بكري على القوم باالأجرع
وحثي الجنود لكي يدلجوا ... إذا هجع القوم لم أهجع
فأصبح نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع
إلا أفاليل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع
وقد كنت في الحرب ذا تدارإ ... فلم أعط شيئاً ولم أمنع
وما كان بدر ولا حابس ... يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا ترفع