وعطية بن بسر، والصماء بنت بسر واسمها بهيمة وأبوهما بسر، أربعة صحبوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قيس من بني مازن.
وقيل: إن عبد الله عاش مئة سنة، ومات في خلافة سليمان بن عبد الملك، واستخلف سليمان سنة ست وتسعين. وقبره في قرية يقال لها تنونية.
وكان ممن صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القبلتين. ووضع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده على رأسه وبارك عليه، ودعا له، وكان يصفر لحيته ورأسه وهو حاسر عن رأسه، وكانت ثيابه مشمرة ورداؤه فوق القميص، وكان إذا مر بحجر على الطريق نحاه، وكانت له جمة، لم ير عليه عمامة ولا قلنسوة شتاء ولا صيفاً، وقيل: كان شعره مفروقاً يغطي أذنيه، وشاربه مقصوص مع الشفة.
قال عبد الله بن بسر: بعثني أبي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدعوه إلى طعام فجاء معي، فلما دنوت من المنزل أسرعت فأعلمت أبوي فخرجا فتلقيا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورحبا به، ووضعنا له قطيفة كانت عندنا زبيرية، فقعد عليها ثم قال أبي لأمي: هاتي طعامك، فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء وملح فوضعته بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: خذوا بسم الله من حواليها وذروا ذروتها فإن البركة فيها، فأكل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكلنا معه وفضل منها فضلة، ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وبارك عليهم، ووسع عليهم في أرزاقهم.
وفي حديث بمعناه: فما زلنا نتعرف البركة والسعة في الرزق إلى اليوم.
وفي حديث آخر بمعناه عن ابني بسر: وأنزل عليه الوحي في بيتنا، وقدمنا إليه زبداً وتمراً، وكان يحب البسر، وكان في رأس أحدهما في قرنه شعر مجتمع كأنه قرن فقال: ألا أرى في أمتي قرناً، الحديث.