للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما قتل جعفر بن أبي طالب دعا الناس: يا عبد الله بن رواحة، يا عبد الله بن رواحة، وهو في جانب العسكر ومعه ضلع حمل ينهسه ولم يكن ذاق طعاماً قبل ذلك بثلاث، فرمى بالضلع ثم قال: وأنت مع الدنيا؟، ثم تقدم فأصيب اصبعه فارتجز فجعل يقول:

هل أنت إلا اصبع دميت

وفي سبيل الله ما لقيت

يا نفس إلا تقتلي تموتي

هذا حياض الموت قد صليت

وما تمنيت فقد لقيت

إن تفعلي فعلهما هديت

وإن تأخرت فقد شقيت

ثم قال: يا نفس، إلى أي شيء تتوقين؟ إلى فلانة؟ فهي طالق بالثلاثة، وإلى فلان وفلان، غلمان له، وإلى معجف: حائط له، فهو لله ولرسوله:

يا نفس مالك تكرهين الجنه

أقسم بالله لتنزلنه

طائعةً أو لتكرهنه

فطالما قد كنت مطمئنه

هل أنت إلا نطفة في شنه

قد أجلب الناس وشدوا الرنه

قال مصعب بن شيبة: لما نزل ابن رواحة للقتال طعن، فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه ثم صرع بين الصفين، فجعل يقول: يا معشر المسلمين، ذبوا عن لحم أخيكم، فجعل المسلمون يحملون حتى يحوزوه، فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>