وألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون. قال: فقال أبو قلابة: هؤلاء قوم، قتلوا وسرقوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله.
قيل لعبد الملك بن مروان، هذا أبو قلابة قد قدم على أمير المؤمنين. قال: وما أقدمه؟ قال: متعوذاً من الحجاج، أراده على القضاء، فقال عبد الملك..وكتب له إلى الحجاج بالوصاة.
قالوا: وأخبر أبو قلابة، بقول عبد الملك فيه، فقال أبو قلابة: قد كنت أحب أن آتي الشام وقد دخلتها ولن أخرج منها.
كان عمر بن عبد العزيز يقول: الأذان مثنى مثنى، والإقامة إحدى إحدى. وكان مع عمر بن عبد العزيز أبو قلابة الجرمي وعراك بن مالك ومحمد بن كعب القرظي وسالم بن عبد الله، ومحمد بن شهاب الزهري وغيرهم من الفقهاء، يصلون بصلاته، وهو يثني الأذان ويفرد الإقامة. لا ينكرون ذلك.
كان أبو قلابة ثقة كثيراً الحديث، وكان ديوانه بالشام.
حدث سليمان بن داود حديثاً فيه طول قال: قلت لأبي قلابة الجرمي: ما هذه الصلاة التي يصليها أمير المؤمنين؟ يريد: عمر بن عبد العزيز، فقال: حدثني عشرة من أفضل من أدركت من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقراءته وركوعه وسجوده.
وفي حديث آخر بمعناه. قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته، فكان بصره إلى موضع سجوده.
قال أبو قلابة: كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز فذكروا القسامة، فحدثته عن أنس بقصة العرنيين فقال عمر: لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا، أو مثل هذا.