وعن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمنهم أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسون عليكم ما كنتم تعرفون.
قال أيوب: وكان أبو قلابة من الفقهاء وذوي الألباب.
قال السري بن يحيى: حدثني جار كان لأبي قلابة الجرمي أنه خرج حاجاً فتقدم أصحابه في يوم صائف وهو صائم، فأصابه عطش شديد، فقال: اللهم، إنك قادر على أن تذهب عطشي من غير فطر، فأظلته سحابة فأمطرت عليه حتى بلت ثوبيه، وذهب العطش عنه. فنزل فحوض حياضاً فملأها ماء، فانتهى إليه أصحابه، فشربوا، وما أصاب أصحابه من ذلك المطر شيء.
قال أيوب السختياني: لما مات عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى اليمامة. قال أيوب: فلقيته بعد ذلك، فقلت له في ذلك فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر، فما عسى أن يسبح حتى يغرق؟ قال أبو أيوب السختياني: قال لي أبو قلابة: يا أيوب، احفظ عني ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان، وإياك ومجالسة أهل الأهواء، والزم سوقك، فإن الغنى من العافية.
وعن أيوب السختياني قال: قال لي أبو قلابة: يا أيوب، احفظ عني أربعاً: لا تقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر، وإذا ذكر أصحاب محمد فأمسك، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك فيغروا قلبك.
وعن أبي قلابة قال:
إن أهل الأهواء أهل الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا النار، فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولاً، أو قال: حديثاً - فيتناهى به الأمر دون السيف، وإن النفاق كان ضروباً،