للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس الخبر كالمعاينة، أنا أشهد بلحمي ودمي وعظامي أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جئتنا كافراً وترجع مؤمناً، هل لك من مال؟ قال: والذي بعثك بالحق رسولاً ما في بني سليم أفقر مني ولا أقل شيئاً مني، فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: من عنده راحلة تحمل أخاه عليها؟ فقام عدي بن حاتم الطائي فقال: يا رسول الله، عندي ناقة وبراء حمراء عشراء إذا أقبلت دفت، وإذا أدبرت دفت، أهداها إلي أشعث بن وائل غداة قدمت معك من غزوة تبوك، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لك عندي ناقة من درة بيضاء. وفي حديث آخر: قال الأعرابي: لا أتبع أثراً بعد عين، والله لقد جئتك وما على ظهر الأرض أحد أبغض إلي منك، وإنك اليوم أحب إلي من والدي ومن عيني ومني، وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله الذي هداك بي، إن هذا الدين يعلو ولا يعلى عليه، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن، قال: فعلمني، فعلمه: " قل هو الله أحد " قال: زدني، فما سمعت في البسيط ولا الوجيز أحسن من هذا، قال: يا أعرابي، إن هذا لكلام الله تعالى، ليس بشعر، إنك إن قرأت " قل هو الله أحد " مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن، وإن قرأت مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن، وإذا قرأتها ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله.

قال الأعرابي: نعم الإله إلهنا، يقبل اليسير ويعطي الجزيل، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألك مال؟ قال: ما في بني سليم قاطبة رجل هو أفقر مني، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: أعطوه، قال: فأعطوه حتى أبطروه، فقام عبد الرحمن بن عوف وقال يا رسول الله، إن لي ناقة عشراء دون البختيّ، وفوق الأغراء، تلحق ولا تلحق، أهديت إليّ يوم تبوك، أتقرب بها إلى الله عز وجل وأدفعها إلى الأعرابي فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد وصفت ناقتك، فأصفُ ما لك عند الله تعالى يوم القيامة؟ قال: نعم. قال: لك ناقة من درة جوفاء، قوائمها من زبرجد أخضر، وعنقها من زبرجد أصفر، عليها هودج، وعلى الهودج السندس والاستبرق، وتمر بك على الصراط كالبرق الخاطف،

<<  <  ج: ص:  >  >>