وقاربت مني خطاً لم تكن ... مقاربات وثنت من عنان
وأسبلت بيني وبين الورى ... عنانه من غير نسج العنان
ولم تدع في لمستمتع ... إلا لساني وبحسبي لسان
أدعو به الله وإنني به ... على الأمير المصعبي الهجان
فقرباني بأبي أنتما ... في وطني قبل اصفرار البنان
وقبل منعاتي إلى نسوة ... أوطانها حران والرقتان
جاء أعرابي إلى ابن طاهر وهو راكب فأنشده: الوافر:
سألت عن المكارم أين صارت ... فكل الناس أرشدني إليكا
فجد لي يا بن طاهر إن فعلي ... سيثني بالذي تولي عليكا
فقال له: كم ثمن هذين البيتين؟ قال: ألفا درهم. قال: لقد أرخصت. يا غلام، أعطه أربعة آلاف درهم فقال: البسيط
صدقت ظني وظن الناس كلهم ... فأنت أكرمنهم نفساً وأجداداً
لا زلت في روضة خضراء واسعة ... وأنت أخضرها روضاً وأعود
فقال: يا غلام، أعطه أربعة آلاف أخرى فقال: من الطويل:
لو كان قولي بهذا الشعر مستمعاً ... لكنت أحوي خراج الشرق والغرب
أنت الكريم الذي يعطي بلا نكد ... وأنت تحيي الذي قد مات من جدب
فقال: يا غلام: أعطه أربعة آلاف أخرى، فلما قبضها قال: أيها الأمير فني شعري ولم يضق صدرك.
حدث عوف بن ملحم الشيباني قال: عادلت عبد الله بن طاهر إلى خراسان، فدخلنا الري في وقت السحر، فإذا قمرية