تغرد على فنن شجرة فقال عبد الله بن طاهر: أحسن والله أبو كبير الهذلي جيث يقول: الطويل:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك مياد ففيم تنوح؟!
ثم قال يا عوف: أجز، فقلت: أعز الله الأمير شيخ ثلب حملته على البديهة، ولا سيما في معارضة أبي كبير، ثم انفتح لي شيء فقلت: الطويل:
أفي كل يوم غربة ونزوح ... أما للنوى من ونية فنريح؟
لقد طلح البين المشت ركائبي ... فهل أرين البين وهو طليح؟
وأرقني بالري نوح حمامة ... فنحت وذو الشجو الحزين ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعة ... ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامة فيح
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى ... فنلقي عصا التطواف وهي طريح
فإن الغنى يدني الفتى من صديقه ... وبعد الغنى بالمقترين طروح
قال: فأذن لي من ساعتي، ووصلني بمئة ألف درهم، وردني إلى منزلي.
الثلب: الهرم: والأسراب: ظهور الماء وما يسرب، فهو مثل هذا.
دخل كلثوم العتابي على عبد الله بن طاهر مع أصحاب القصص. فلما نظر إليه قال: حاجتك يا شيخ؟ فأنشأ يقول: الخفيف:
حسن ظني وحسن ما عود الله سواي بك الغداة أتى بي
أي شيء يكون أحسن من حسن يقين ثنى إليك ركابي؟
قال كلثوم: قال: ألا أتيتنا أول الدهر، وتمر له بألفي دينار.
وقيل إن العتابي دخل عليه فأنشده البيتين حسن ظني فأمر له بجائزة، ثم دخل عليه مرة أخرى فأنشده: السريع: