قال علي بن إسحاق: اشترى عبد الله بن طاهر جارية بخمسة وعشرين ألفاً على ابنة عمه فوجدت عليه وقعدت في بعض المقاصير، فمكثت شهرين لا تكلمه فعمل هذين البيتين
إلى كم يكون العتب في كل ساعة ... وكم لا تملين القطيعة والهجرا
رويدك إن الدهر فيه كفاية ... لتفريق ذات البين فانتظري الدهرا
وقال للجارية: اجلسي على باب المقصورة فغني به. فلما غنت بالبيت الأول لم تر شيئاً، فلما غنت البيت الثاني فإذا قد خرجت مشقوقة الثوب حتى اكبت رجليه فقبلتهما.
أنشد أبو العباس أحمد بن يحيى، ثعلب: الطويل
يقول رجال إن مرو بعيدة ... وما بعدت مرو وفيها ابن طاهر
وأبعد من مرو رجال أراهم ... بحضرتنا معروفهم غير حاضر
أنشد أبو صادق محمد بن أحمد بن شاذان الصيدلاني لبعضهم الكامل
يا من يؤمل ان تكون خصاله ... كخصال عبد الله أنصت واسمع
فلأمحضن لك النصيحة والذي ... حج الحجيج إليه فاقبل أو دع
أكرم وعف وكف واحلم واحتمل ... واسمع ودار وهش واصفح واسجع
قال عبد الله بن طاهر ذات يوم لرجل أمره بعمل: احذر أن تخطئ، فأعاقبك بكذا وكذا، لأمر عظيم، فقال: أيها الأمير، من كانت هذه عقوبته على الخطأ فما ثوابه على الإصابة؟ حكى المبرد عن عبد الله بن طاهر قال: المال غاد ورائح، والسلطان ظل زائل والإخوان كنوز وافرة.
ومن شعر عبد الله بن طاهر: الخفيف
ليس في كل ساعة وثوان ... تتهيأ صنائع الإحسان
فإذا أمكنت تقدمت فيها ... حذراً من تعذر الإمكان