للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رائث، نافعاً غير ضار، تملأ به الضرع، وتنبت الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها، " وكذلك تخرجون ". قال: فوالله ما ردّ يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأرواقها، وجاء أهل البطانة يصيحون: يا رسول الله، الغرق الغرق، فرفع يديه إلى السماء وقال: " اللهم حوالينا ولا علينا "، فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالإكليل، فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بانت نواجذه ثم قال: " لله درّ أبي طالب، لو كان حياً قرت عيناه، من ينشدنا قوله "؟ فقام علي بن أبي طالب وقال: يا رسول الله، كأنك أردت: الطويل

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمةٌ للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشمٍ ... فهم عنده في نعمةٍ وفواضل

كذبتم وبيت الله يبزى محمدٌ ... ولما نقاتل دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل

قال: وقام رجل من كنانة فقال: المتقارب

لك الحمد والحمد ممن شكر ... سقينا بوجه النبي المطر

دعا الله خالقه دعوةً ... إليه وأشخص منه البصر

فلم يك إلاّ كإلقا الرداء ... أو أسرع حتى رأينا الدِّرر

دفاق العزاليّ جمّ البعاع ... أغاث به الله علينا مضر

وكان كما قاله عمه ... أبو طالبٍ أبيضٌ ذو غرر

به الله يسقي بصوب الغمام ... وهذا العيان كذاك الخبر

ومن يشكر الله يلق المزيد ... ومن يكفر الله يلق الغير

<<  <  ج: ص:  >  >>