للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: فوزنهما أو وزن أحدهما فإذا فيه منوان وزيادة في كل سن، فقال عبد الله من أبيات: المتقارب

أرى الناس يبكون موتاهم ... وما الحي أبقى من الميتينا

أليس مصيرهم للفناء ... وإن عمر القوم أيضاً سنينا

يساقون سوقاً إلى يومهم ... فهم في السياق وما يشعرونا

فإن كنت تبكين من قد مضى ... فبكي لنفسك في الهالكينا

أتيت بسنين قد رمتا ... من الحصن لما أثاروا الدفينا

على وزن منيين إحداهما ... تقل به الكف شيئاً رزينا

ثلاثين أخرى على قدرها ... تباركت يا أحسن الخالقينا

فماذا يقوم لأجرامهم ... وما كان يملأ تلك البطونا

إذا ما تذكرت أجسامهم ... تصاغرت النفس حتى تهونا

وكل على ذاك لاقي الردى ... فبادوا جيمعاً فهم خامدونا

وعن أبي موسى الأشعري قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: فأما عرضان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي. ثم قال عبد الله بن المبارك: البسيط

وطارت الصحف في الأيدي منشرةً ... فيها السرائر والأخبار تطلع

فكيف سهوك والأنباء واقعة ... عما قليلٍ ولا تدري بما يقع

أفي الجنان وفوز لا انقطاع له ... أم الجحيم فما تبقي وما تدع

تهوي بسكانها طوراً وترفعهم ... إذا رجوا مخرجاً من غمها وقعوا

طال البكاء فلم ينفع تضرعهم ... هيهات لا رقة تجزي ولا جزع

<<  <  ج: ص:  >  >>