فقال: وإنكم لتفعلون ذلك، لا عليكم ألا تفعلوه، إنه ليس نسمة كتب الله أن تخرج إلا هي خارجة.
قال رجاء بن جيوة: إن يفخر عينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر فإنا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز.
قال خالد بن دريك: كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة: كان من أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له، يتكلم فيه، غضب في الله من غضب ورضي فيه من رضي، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
وعن الأوزاعي أنه قال: من كان مقتدياً فليقتد بمثل ابن محيريز. فإن الله لم يكن ليضل أمة فيها ابن محيريز.
قال ابن محيريز لرجل وهو يوصيه: إن استطعت أن تعرف ولا تعرف، ويسأل ولا تسأل، وتمشي ولا يمشي إليك فافعل.
وعن يحيى بن أبي عمرو قال: قال لنا ابن محيز: إني أحدثكم فلا تقولوا: حدثنا ابن محيرز، فإني أخاف أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعاً يسوؤني.
وعن ابن محيريز قال: كفى بالمرء شراً أن يشار إليه بالأصابع في دينٍ أو دنيا.
وكان ابن محيرز يجيء إلى الجمعة يوم الخميس من قريته، يقيم حتى يصلي الجمعة ثم يروح. وهي أربعة أميال من الرملة.
دخل ابن محيريز حانوتاً بدابق يريد أن يشتري ثوباً، فقال رجل لصاحب