للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحانوت: هذا ابن محيريز فأحسن بيعه، فغضب ابن محيريز وخرج، وقال: إنما نريد أن نشتري بأموالنا. لسنا نشتري بديننا.

قال سلم بن أبي العلاء: رأيت ابن محيريز واقفاً بدابق فسمع رجلاً وهو يساوم رجلاً وهو يقول: لا والله، وبلى والله. فقال: ما هذا؟ لا يكونن الله أهون بضاعتك عليك.

قال همام بن مسلم القرشي: كنت مع ابن محيريز بمرج الديباج، فرأيت منه خلوة، فسألته عن مسألة فقال لي: ما تصنع بالمسائل؟ قلت: لولا المسائل ذهب العلم. قال: لا تقل ذهب العلم، لا يذهب العلم ما قرئ القرآن، ولكن لو قلت: لذهب الفقه.

قال أبو زرعة: غل رجل مئة دينار. فلما حضرته الوفاة أوصى أن يسأل عنها ابن محيريز، فما قال فيها من شيء عمل به. فلما مات لقيه الوصي، فقال له ابن محيريز: اسأل غيري. فقال له الرجل: إنما أمرت أن أسألك، ولا أسأل غيرك. فقال له ابن محيريز: هل تستطيع أن تجمع ذلك الجيش؟ قال: لا، وكيف وقد تفرقوا؟ قال: فلا شيء إلا ذلك.

وعن ابن محيريز قال: ما ملأت بين جنبي بعد فيء يعدل فيه بين اسود والأحمر أحب إلي من مال تاجرٍ صدوق.

قال عبد الرحمن بن محيريز: لما ثقل أبي وهو سائر يريد الصائفة قال: قلت له: يا أبة، لو أقمت، قال: أي بني، لا تدع أن تغدو بي وتروح في سبيل الله. قال: فما زلت أغدو به وأروح حتى مات.

<<  <  ج: ص:  >  >>