كتب بند إلى عمران بن هند أن عبد الله بن معاوية بعث إليك مع فلان بعشرين ألف درهم صلة وبخمسين ثوباً وجارية وخدماً من الغلمان، فقطع بذلك المال في جبال الأكراد، وذكر له أنه قد اجتمع الخلق من الناس إليه، فكتب عمران بن هند إلى بند: الطويل
أتاني كتاب منك يا بند سرني ... يخبرني فيه بإحدى الرغائب
تخبرني أن العجوز تزوجت ... على كبرٍ منها كريم الضرائب
فهناكم الله المليك نكاحها ... وراش بكم كل ابن عم وصاحب
يكني عن الخلافة بالعجوز.
ومن شعر عبد الله بن معاوية من ولد ذي الجناحين: الخفيف
أيها المرء لا تقولن قولاً ... ليس تدري ما يعيبك منه
الزم الصمت إن في الصمت حكماً ... وإذا أنت قلت قولاً فزنه
وإذا القوم ألغطوا في حديث ... ليس يعنيك شأنه فاله عنه
ومن شعره: الطويل
رأيت فضيلاً كان شيئاً ملفقاً ... فكشفه التمحيص حتى بداليا
أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة ... فإن عرضت أيقنت أن لا أخاليا
فلا زاد ما بيني وبينك بعدما ... بلوتك في الحاجات إلا تماديا
فلست براء عيب ذي الود كله ... ولا بعض ما فيه إذا كنت راضياً
فعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا
كلانا غني عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشد تغانيا
ونسب ابن طلاب هذه الأبيات لجعفر بن محمد الصادق، وهو وهم. والفضيل في الشعر هو الفضيل بن السائب بن الأقرع الثقفي، قاله فيه حين لم ينهض بحاجته.