المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أن يستأذنا عليها في أمره ويكلماها ففعلا فقالت: ادخلا فقالا: ومن معنا؟ فقالت: ومن معكما. قال: وابن الزبير بينهما في ثوب، فدخلا دون الحجاب، وجدخل ابن الزبير عليها في الحجاب، فبكى إليها، وبكت إليه، وقبلها، وكلماها فيه وذكرا قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يحل لامرئ أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فبعد لأي ما كلمته، فبعث بمال إلى اليمن، واشتروا به أربعين رقبة، فأعتقهم كفارةً لنذرها، وكانت تذكر نذرها، فتبكي حتى تبل خمارها.
وعن عكرمة في قوله تعالى وتقدس:" إنا كفيناك المستهزئين ". قال: هم خمسة فتية، كلهم هلك قبل بدر: العاص بن وائل. والوليد بن المغيرة، وأبو زمعة بن الأسود، والحارث بن قيس بن العيطلة، والأسود بن عبد يغوث.
قال الزبير بن بكار: الأسود بن عبد يغوث من المستهزئين حنى جبريل عليه السلام ظهره ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر فقال: يا جبريل، خالي، فقال جبريل: دعه عنك، فمات.
وكان لعبد الرحمن بن الأسود قدر. ذكروا أنه كان ممن ذكر عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري في الحكومة، فقالوا: ليس له ولا لأبيه هجرة. وكان ذا منزلة من عائشة أم المؤمنين. وكان أبيض الرأس واللحية، فغدا على جلسائه يوماً قد حمرها فقال القوم: