للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا أحسن، فقال: إن أمي عائشة أرسلت إلي البارحة جاريتها نخيلة، وأقسمت علي لأصبغن، وأخبرتني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يصبغ.

حدث عبد الرحمن بن الأسود أنهم حاصروا دمشق، فانطلق رجل من أسد شنوءة، فأسرع إلى العدو وحده، ليستقتل، فعاب ذلك المسلمون عليه؛ ورفع حديثه إلى عمرو بن العاص وهو على جند من الأجناد، فأرسل إليه عمرو فرآه فقال له عمرو: " عن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص "، وقال الله تعالى: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " فقال له الرجل: يا عمرو، أذكرك الله الذي وجدك رأس كفر فجعلك رأس الإسلام أن تصدني عن أمر جعلته في نفسي، فغني أريد أن أمشي حتى يزول هذا - واشار إلى جبل الثلج - فلم يزل يناشد عمراً حتى خلى عمرو سبيله، فانطلق حتى أمسى وجنح الليل قبل العدو ثم رجع، فقال له المسلمون: الحمد الله الذي رجعك، وأراك غير رأيك الذي كنت عليه. قال: إني والله ما انثنيت عما كان في نفسي، ولكني رأيت المساء وخشيت أن أهلك بمضيعة، فلما أصبح غدا إلى العدو وحده فقاتلهم حتى قتل.

لما حصر عثمان اطلع من فوق داره، فذكر أنه يستعمل عبد الرحمن بن الأسود على العراق، فبلغ ذلك عبد الرحمن فقال: والله لركعتان أركعهما أحب إلي من الإمرة على العراق.

كان عبد الرحمن بن الأسود رجلاً صالحاً، يعتبر من كبار التابعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>