يعني أيام العشر "، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيءٍ قال أبو الحسن علي بن الحسن المصري - بالري - في جنازة عبد الرحمن بن أبي حاتم - وكان رحل إليه من العراق وسمع منه: قلنسوة عبد الرحمن من السماء، وما هو بعجب، رجل منذ ثمانين سنة على وتيرة واحدة، ما انحرف عن الطريق ساعة واحدة.
وقال أبو الحسن علي بن أحمد الفرضي: ما رأيت أحداً ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط. وكنت ملازمة مدة طويلة، فما رأيته إلا على وتيرة واحدةٍ، لم أر منه ما أنكرته من أمر الدنيا، ولامن أمر الآخرة، بل رأيته صائناً لنفسه ودينه ومروءته.
وكان أبو حاتم يقول: ومن يقوى على عبادة عبد الرحمن؟ لا أعرف لعبد الرحمن ذنباً! لا يتهيأ لي أن أعمل ما يعمل عبد الرحمن.
قال علي بن إبراهيم: سمعت عبد الرحمن يقول: لم يدعني أبي اشتغل بالحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان، ثم كتبت الحديث.
وكان حافظاً للقرآن، ويصلي التروايح بنفسه. قد رأيت مشايخ أهل العلم، ما رأيت أحسن شيبة " من عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال علي بن عبد الرحمن: كان عبد الرحمن بن أبي حاتم مقبلاً على العبادة من صغره، والسهر بالليل، والذكر، ولزوم الطهارة، فكساه الله بها نوراً، فكان يسر به من نظر إليه.