قال ثابت البناني: كنا إذا قعدنا إلى ابن أبي ليلى يقول لرجلٍ: اقرأ القرآن، فإنه يدلني على ما تريدون؛ نزلت هذه الآية في كذا، وهذه في كذا.
وعن الحكم، عن عبد الرحمن: خرج عمر من داره، وأتبعته، حتى إذا كان في بعض الطريق تنحى إلى حائط، فبال، ثم أخذ عوداً من حجر، فرأيت أنه قد اعتاده، ثم دعا بماءٍ فتوضأ، ومسح على خفيه، كأني أنظر إلى أثر أصابعه على خفيه. فاقل بعضهم: ماجئنا إلا لنسألك عن هذا، قال: ما فعلته إلا لتنظروا. ودخل المسجد.
قال عبد الرحمن: لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومائة " من الأنصار من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما أحد منهم يحدث حديثاً إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولايسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.
قال وكيع: لم يلق ابن أبي ليلى عمر، يصغر عن ذلك.
وسئل يحيى بن معين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر؟ فقال: لم يره، فقيل له: الحديث الذي يروى: كنا مع عمر نتراءى الهلال؟ فقال: ليس بشيء.
وكان شعبة ينكر أن يكون سمع ابن أبي ليلى من عمر.
وعن ابن أبي ليلى: صحبت علياً في الحضر والسفر، وأكثر ما يحدثون عنه باطل.
قال عبد الملك بن عمير: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى في نفرٍ من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمعون لحديثه، وينصتون له، منهم: البراء بن عازب صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.