وروى عن عبد الله بن محمد البغوي بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا " قال الخطيب: أبو عبد الله العكبري المعروف بابن بطة. كان أحد الفقهاء على مذهب أحمد بن حنبل.
قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ أصحاب الحديث، ولافي غيرهم أحسن هيأة من ابن بطة.
قال أبو حامد أحمد بن محمد الدلوي: لما رجع أبو عبد الله بن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة "، فلم ير يوماً منها في سوق، ولارئي مفطراً إلا في يوم الأضحى والفطر. وكان أماراً بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره.
قال أبو الفتح القواس: كان أبو عبد الله بن بطة يخرج إلى دكاني يكتب عني زهد ابن خبيق. وذكرت لأبي سعد الإسماعيلي ابن بطة، وعلمه، وزهده، فقال: شوقتني إليه. فخرج مع أولاده وأهله، فلما رجع جئت لأسلم عليه، فقال لي أول ما رآني: الرجل الذي ذكرت لي رأيته فوق الوصف - يعني ابن بطة.
قال نصر الأندلسي: خرجت إلى عكبرا، فكتبت عن ابن بطة، ورجعت إلى بغداد، فقال أبو الحسن الدارقطني: أين كنت؟ فقلت: بعكبرا، فقال: وعمن كتبت؟ فقلت: عن فلان، وعن ابن بطة، فقال: وأيش كتبت عن ابن بطة؟ قلت: كتبا السنن لرجاء بن مرجى، حدثني به ابن بطة، عن حفص بن عمر الأردبيلي، وعن رجاء بن مرجى،