المهاجرين الأولين، انتقلي إلى ابن أم مكتوم، فإنه رجل قد ذهب بصره، فإن وضعت من ثيابك شيئاً لم ير شيئاً. قالت: فلما حللت خطبني معاوية وأبو جهم بن حذيفة، فقال: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما معاوية فعائل لا شيء له، وأما أبو جهم فإنه رجل لا يضع عصاه عن عاتقه، أين أنتم عن أسامة! فكان أهلها كرهوا ذلك، فقالت: لا أنكح إلا الذي دعاني إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنكحته.
قال أبو الجهم بن حذيفة: لقد تركت الخمر في الجاهلية، وما تركتها إلا خشية الفساد على عقلي ومالي.
قال أبو جهم بن حذيفة: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ومعي شنة ماء وإناء، فقلت: إن كان به رمق سقيته من الماء، ومسحت به وجهه، قال: فإذا أنا به ينشع، فقلت له: أسقيك؟ فأشار أن نعم، فإذا رجل يقول: آه، فأشار ابن عمي أن انطلق به إليه، فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص، فأتيته فقلت: أسقيك؟ فسمع آخر يقول: آه، فأشار هشام أن انطلق به إليه، فجئته فإذا هو قد مات، ثم رجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، ثم أتيت ابن عمي فإذا هو قد مات.
قال عروة: لما أصيب عثمان أرادوا الصلاة عليه فمنعوا من ذلك، فقال أبو جهم بن حذيفة القرشي: دعوه فقد صلى الله عليه ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن ابن شهاب في حديث يطول
أن عمرو بن العاص وأبا موسى الأشعري عبد الله بن قيس حيث حكمهما علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان اختلفا في حكمهما، لا يدعوه عمرو بن العاص إلى أمر إلا خالفه، فلما رأى ذلك عمرو قال له: هل أنت مطيعي فإن هذا الأمر لا يصلح لنا أن ننفرد