فقال له عبد الملك: وأين من الله والسلطان لا أم لك؟ قال: يا أمير المؤمنين! من عامل إلى عامل، ومصدق إلى مصدق. فلم يحظ ولم يحل منهم بشيء، فوفد إليه من قابل فقال: من البسيط
أما الفقير الذي كانت حلوبته ... قوت العيال فلم يترك له سبد
واختل ذو المال والمثرون قد بقيت ... على التأثل من أموالهم عقد
فإن رفعت بهم رأساً نغشتهم ... وإن لقوا مثلها في عامهم فسدوا
فقال عبد الملك: أنت العالم أعقل منك عام أول.
وفد الراعي وفادة على عبد الملك بن مروان فقال عبد الملك لأهله: أنكحوا إلى هذا الشيخ فإني فأراه منجباً.
قدم الراعي على خالد بن عبد الله بن أسيد ومعه ابنه جندل، فكان ينشد خالداً، وربما أنشده وابنه جندل، إلى أن قدم عليه مرة فقال له خالد: ما فعل ابنك؟ قال: هلك أصلح الله الأمير، بعد أن زوجته وأصدقت عنه، فأمر له خالد بدية ابنه، فأنشأ الراعي يقول: من الطويل
وديت ابن راعي الإبل إذ حان يومه ... وشق له قبراً بأرضك لاحد
وقد كان مات الجود حتى نعشته ... وأذكيت نار الجود خامد