للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الغراف: الذي هاج بين جرير والراعي، أن الراعي كان يسأل عن جرير والفرزدق؟ فيقول: أكرمهما وأشعرهما، فلقيه جرير فاستعذره من نفسه، وطلب إليه أن لا يدخل بينهما وقال: أنا كنت أولى بعونك، لأني أمدحكم، ولأنه يهجوكم، قال: أجل ولست لمساءتك بعائد، ثم بلغ جريراً أنه عاد في تفضيل الفرزدق عليه، ولقيه بالبصرة، وجرير على بغلة فقال: استعذرك فزعمت أنك غير داخل بيني وبين ابن عمي قال: والراعي يعتذر إليه إذ أقبل ابنه جندل، وكان فيه خطل وعجب، فقال لأبيه: ألا أراك تعتذر إلى ابن الأتان! نعم، والله لنفضلن عليك ولنروين هجاءك، ولنهجونك من تلقاه أنفسنا. وضرب وجه بغلته، وقال: من الوافر

ألم تر أن كلب بني كليب ... أراد حياض دجلة ثم هابا

فانصرف جرير مغضباً محفظاً، فقال الراعي لابنه، أما والله ليهجوني وإياك، فليته لا يجاوزنا ولكن سيذكر سوأتك. وعلم الراعي أن قد أساء فندم. فتزعم بنو تميم أنه حلف أن لا يجيبه سنة غضباً على ابنه، وأنه مات في السنة، ويقول غيرهم: إنه كمد لما سمعها فمات.

وكان جرير يوم جرى هذا بينهما بالبصرة نازلاً على امرأة له من بني كليب، فبات في علية لها، وهي في أسفل دارها، قالت المرأة: فبات ليلته لا ينام، يتردد في البيت حتى ظننت أنه قد عرض له جني فتح له فقال: من الوافر

أقلي اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إن أصبت لقد أصابا

<<  <  ج: ص:  >  >>