لما دفن خرجت ابنته تبكي في أثره ونائلة بنت الفرافصة، وحضره من أراد المقام والخروج. وندم القوم وسقط في أيديهم. ولما صلي عليه خرج من خرج وأقام من أقام، وأزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقلن: هجم البلاء وانكفأ الإسلام.
وقال قتادة: صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه.
ولما حج معاوية نظر إلى بيوت أسلم شوارع في السوق فقال: أظلموا عليهم بيوتهم أظلم الله عليهم قبورهم، هم قتلة عثمان. قال: نيار بن مكرم: فخرجت إليه فقلت: الله! إن بيتي يظلم علي وأنا رابع أربعة حملنا أمير المؤمنين وقبرناه وصلينا عليه! فعرفه معاوية فقال: اقطعوا البناء، لا تبنوا على وجه داره، قال: ثم دعاني خالياً فقال: متى حملتموه؟ ومتى قبرتموه؟ ومن صلى عليه؟ فقلت: حملناه رحمه الله ليلة السبت بين المغرب والعشاء، فكنت أنا وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة العدوي، وتقدم جبير بن مطعم فصلى عليه. فصدقه معاوية. وكانوا هم الذين نزلوا في حفرته.
وفي حديث بمعناه: فتقدم أبو جهم بن حذيفة فصلى عليه، فصدقه معاوية.
قال محمد بن يوسف: وخرجت نائلة بنت الفرافصة تلك الليلة وقد شقت جيبها قبلاً ودبراً، ومعها سراج وهي تصيح: وا أمير المؤمنيناه!. قال: فقال جبير بن مطعم: أطفئي السراج لا يفطن بنا فقد رأيت الغواة الذين على الباب. فأطفأت السراج. وانتهوا إلى البقيع فصلى عليه جبير بن مطعم وخلفه حكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم الأسلمي، ونائلة بنت الفرافصة وأم البنين بنت عيينة امرأتاه، ونزل في حفرته نيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة وجبير بن مطعم، وكان حكيم بن حزام وأم البنين ونائلة يدلونه على الرجال حتى لحد له وبني عليه وغيبوا قبره وتفرقوا.
وقيل: إن جبير بن مطعم صلى على عثمان في ستة عشر رجلاً، بجبير سبعة عشر.