للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى كادوا أن يبصروا. فكتب إليه عمر: إن الله حيث أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، رضي من أهل الجنة أن قالوا: الحمد لله، فمر من قبلك أن يحمدوا الله.

كتب عدي بن أرطأة إلى عمر بن عبد العزيز: إنعندنا قوماً قد أكلوا من مال الله، وإنا لا نقدر أن نستخرج ما عندهم حتى نمسهم بشيء من العذاب. فكتب إليه عمر: إنما أنت ربذة من الربد، فوالله لأن يلقوا الله بخيانتهم أحب إلي من أن ألقى الله بدمائهم، فافعل بهم ما يفعل بغريم السوء.

سئل ابن الأعرابي عن الربذة؟ فقال: هي خرقة أو صوفة يهنأ بها البعير.

وقال الأصمعي: الربذة أيضاً صوفة تعلق على الهودج، وهي أيضاً خرقة الحيض، وفيها لغة أخرى: ربذة، وهي الصوفة أو الخرقة يهنأ بها البعير أو يدهن بها السقاء، والذي أراد عمر إن كان لم يذهب مذهب الذم لعدي: أنك إنما نصبت لتداوي وتشفي كما تشفي الربذة الناقة الدبرة، أو لأن يصلح بك كما يصلح بالربذة السقاء المدهون، وإن كان أراد الذم فذلك ما لا يحتاج له إلى تفسير.

وكتب إليه أيضاً: غرني منك صلاتك ومجالستك القراء وعمامتك السوداء، ثم وجدناك على خلاف ما أملناك، قاتلكم الله أما تمشون بين القبور!؟ كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله عدي بن أرطأة: أما بعد، فإن الدنيا عدوة أولياء الله وعدوة أعداء الله، أما أولياء الله فغمتهم، وأما أعداء الله فغرتهم.

قال عدي بن أرطأة لبكر بن عبد الله المزني: يا أبا عبد الله، أفي حق الله، ما يصنع هذا الرجل يعني عمر بن عبد العزيز يرد أعمال الخلفاء قبله ويسميها المظالم؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>