الناس يقولون: قتل عثمان، قال عدي: لا تحبق في فتله عناق حوليه. فلما كان يوم الجمل فقئت عينه، وقتل ابنه محمد مع علي، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج، فقيل له: يا أبا طريف، هل حبقت في قتل عثمان عناق حوليه؟ فقال: بلى وربك، والتيس الأعظم.
وكان يوم صفين من أصحاب علي على قضاعة وطيئ بن عدي بن حاتم الطائي.
نظر علي بن أبي طالب إلى عدي بن حاتم كئيباً حزيناً، فقال: ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ فقال: وما يمنعني يا أمير المؤمنين! وقد قتل ابني وفقئت عيني؟ فقال: يا عدي، إنه من رضي بقضاء الله جزي عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جزي عليه وحبط عمله.
حدث عيسى بن يونس عن أبيه عن جده قال: عندنا في الحي مأدبة، فرأيت فيها ثلاثة رجال عور، كأن وجوههم بيض النعام، لم أر صفحة وجوه أحسن منها، وهم: جرير بن عبد الله البجلي، والأشعث بن قيس الكندي، وعدي بن حاتم الطائي.
استأذن عدي بن حاتم على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير، فقال له عبد الله: بلغني يا أمير المؤمنين أن عند هذا الأعور جواباً، فلو شئت هجته. فقال: أما أنا فلا أفعل، ولكن دونكاه إن بدا لك. فلما دخل عدي قال له عبد الله بن الزبير: في أي يوم فقئت عينك يا أبا طريف؟ فقال له: في اليوم الذي قتل فيه أبوك، وكشف فيه استك، ولطم فيه علي قفاك، وأنت منهزم. يعني ابن الزبير.
وزاد في آخر بمعناه: فضحك معاوية وقال له: ما فعلت الطرفات يا أبا طريف؟ قال: قتلوا، قال: ما أنصفك ابن أبي طالب إن قتل بنوك معه وبقي له بنوه. قال: