رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيت أم المنذر فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت، وإن أحببت أن تكوني في أطؤك بالملك فعلت. فقالت يارسول الله، إن أخف عليك وعلي أن أكون في ملكك. فكانت في ملك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطؤها حتى ماتت عنده. وقال ابن أبي ذئب: سالت الزهري عن ريحانة فقال: كانت أمة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقها وتزوجها، فكانت تحتجب في أهلها. وتقول: لا يراني أحد بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الواقدي: وهذا أثبت الحديثين عندنا. وكان زوج ريحانة قبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحكم. وعن عمرو بن الحكم قال: أعتق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة. وكانت عند زوج لها، وكان محباً لها مكرماً فقالت: لا أستخلف بعده أبداً.
وكانت ذات جمال. فلما سبيت بنو قريظة عرض السبي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكنت فيمن عرض عليه، فأمر بي فعزلت، وكان يكون له صفي في كل غنيمة. فلما عزلت خار الله لي فارتحل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أياما حتى قتل السرى وفرق السبي، ثم دخل علي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتجنبت منه حياءً فدعاني فأجلسني بين يديه فقال: إن اخترت الله ورسوله أختارك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنفسه فقلت: إني اختار الله ورسوله. فلما أسلمت أعتقني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتزوجني واصدقني اثنتي عشر أوقية ونشاً، كما كان يصدق نساءه، وأعرس بي في بيت أم المنذر، وكان يقسم لي كما كان يقسم لنساءه، وضرب علي الحجاب. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معجباً بها، وكانت لا تسأله يعني شيئاً إلا أعطاها ذلك. وقيل لها: لو كنت سالت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني قريظة لأعتقهم ٠ وكانت تقول: لم يخل بي حتى فرق السبي. ولقد كان يخلو بها ويكثر منها. فلم تزل عنده حتى ماتت من حجة الوداع، فدفنها بالبقيع، وكان تزويجه إياها في المحرم سنة ست من الهجرة. وعن ابن شهاب قال: واستسر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَريحانة من بني قريظة، ثم اعتقها فلحقت بأهلها.