أخل قلة شعرهم بأيدي الرواة: طرفة، وعبيد بن الأبرص، وعلقمة بن عبدة، وعدي بن زيد. وهو الشاعر الذي قتله النعمان، وله أخ يقال له: عمير بن زيد، وله ابنان: زيد بن عدي وهو شاعر، وعمرو، والعبادي: بكسر العين.
قال حبيب بن أبي ثابت: كان ابن عباس يعجبه شعر زهير، وكان معاوية يعجبه شعر عدي، وكان الزبير يعجبه شعر عنترة.
حدث عمرو بن جرير قال: تدرون أي يوم تنصر فيه النعمان بن المنذر؟ قلنا: لا، قال: إنه خرج متنزهاً متصيداً، وكان النعمان يعبد الأوثان، فمر بمقابر بظاهر الحيرة، فوقف قريباً منها فقال له عدي بن زيد: أبيت اللعن! تدري ما تقول هذه المقابر؟ قال: لا، قال: إنها تقول: من مجزوء الرمل:
أيها الركب المحثون ... على الأرض مجدون
فكما أنتم كنا ... وكما نحن تكونون
قال: أعد علي، فأعاد عليه، فرجع النعمان وهو رقيق، ثم خرج خرجة أخرى فوقف على مقابر، فقال له عدي، أبيت اللعن! تدري ما تقول هذه؟ قال: ما تقول؟ قال: تقول: من الرمل:
رب ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال
ثم بادوا عصف الدهر بهم ... وكذلك الهر حالاً بعد حال