للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: هن حرائر وأشارت إلى جواريها إن كان هذا خرج من قلب سليم.

قال عروة بن عبيد الله بن عروة بن الزبير: كان عروة بن أذينة نازلاً مع أبي في قصر عروة بن الزبير بالعقيق فسمعه ينشد نفسه: من الكامل:

إن التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها

فيك الذي زعمت بها فكلاكما ... أبدى لخلته الصبابة كلها

ولعمرها لو كان حبك فوقها ... يوماً وقد حجبت إذا لأظلها

وإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير لها إليك فسلها

بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلها

لما عرضت مسلماً لي حاجة ... أخشى صعوبتها وأرجو ذلها

حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها

فدنا فقال: لعلها معذورة ... في بعض رقبتها، فقلت: لعلها

قال عروة: فجاءني أبو السائب يوماً بالعقيق، فقلت له بعد الترحيب به: ألك حاجة؟ قال: أبيات لعروة بن أذينة بلغني أنك سمعتها منه، قلت: أي أبيات؟ قال: وهل يخفى القمر؟!

إن التي زعمت فؤادك ملها

فأنشدته إياها فقال: ما يروي هذه إلا أهل المعرفة والعقل، هذا والله الصادق الود، الدائم العهد، لا الهذلي الذي يقول: من الكامل:

<<  <  ج: ص:  >  >>