للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعمري إني يوم بصرى وناقتي ... لمختلفا الأهواء مصطحبان

متى تحملي شوقي وشوقك تظلعي ... ومالك بالحمل الثقيل يدان

جعلت لعراف اليمامة حكمه ... وعراف حجر إن هما شفياني

فما تركا من حيلة يعلمانها ... ولا رقية إلا وقد رقياني

وقالا: شفاك الله، والله ما لنا ... بما حملت منك الضلوع يدان

كأن قطاة علقت بجناحها ... على كبدي من شدة الخفقان

وحزام: بكسر الحاء المهملة، وزاي معجمة. وعروة هذا قتيل الحب.

ولما احتمل زوج عفراء إلى البلقاء، كان عروة بن حزام يأتي مواضع أبياتها وأعطان إبلها، فيلصق صدره بترابها، فيقال له: يا هذا، اتق الله في نفسك. فيقول: إليكم عني وينشد: من الطويل:

بي اليأس أو داء الهيام شربته ... فإياك عني لا يكن بك ما بيا

فما زادني الناهون إلا صبابة ... ولا كثرة الواشين إلا تماديا

قالوا: ورآه شيخ منهم فقال له: مه يا بن أخ، فما فعل هذا منا أحد إلا هلك. فقال: يا عم، إني لمكروب، وإني لأجد حراً على كبدي، فما زال به الحب حتى هلك، فبلغ ذلك معاوية بن أبي سفيان فقال: لو علمنا بهذين الكريمين لجمعنا بينهما.

قال ابن أبي عتيق: إني لأسير في أرض عذرة، إذا أنا بامرأة تحمل غلاماً خدلاً، ليس مثله يتورك،

<<  <  ج: ص:  >  >>