نصيباً. قال عروة: بركة عائشة رضوان الله عليها كانت أوسع من أن لا نرى لكل مسلم فيها حقاً، ولقد كان عبد الله بن الزبير منها بحيث وضعته الرحم والمودة التي لا يشرك كلّ واحد منهما فيها غير صاحبه أحد، فقال عمر: كذبت. فقال عروة: هذا يعني عبيد الله بن عبد الله يعلم أين غير كاذب، وأنّ أكذب الكاذبين لمن كذّب الصادقين، فسكت عبيد الله ولم يدخل ما بينهما بشيء؛ فأفّف بهما عمر، وقال: اخرجا عني، فلم يلبث أن بعث إلى عبيد الله بن عبد الله رسولاً يدعوه لبعض ما كان يدعوه له، فكتب إليه عبيد الله: من الطويل
لعمر ابن ليلى وابن عائشة الذي ... لمروان أدّاه أبٌ غير زمّل
ولو أنهم عمّاً وجدّاً ووالداً ... تأسّوا فسنّوا سنّة المتفضّل
غذرت أبا حفص بأن كان واحداً ... من القوم يهدي هديهم ليس يأتلي
ولكنهم فاتوا وجئت مصلّياً ... تقرّب إثر السابق المتهمّل
وعمت فإن تلحق فحضر مبرّز ... جوادٍ وإن تسبق فنفسك أعول
فمالك في السلطان أن تحمل القذى ... جفونٌ عيونٍ بالقذى لم تكحّل
وما الحقّ أن تهوى فتعسف بالذي ... هويت إذا ما كان ليس بأعدل
أبى الله والأحساب أن ترأم الخنا ... نفوس كرامٍ بالخنا لم توكّل