قوله: يا بن المتمنّية أراد أمه، وهي الفريعة بنت همام أم الحجاج بن يوسف، وكانت تحت المغيرة بن شعبة، وهي القائلة: من البسيط
ألا سبيل إلى خمر فأشربها ... أم لا سبيل إلى نصر بن حجّاج
وكان نصر بن حجاج من بني سليم، وكان جميلاً رائعاً، فمرّ عمر بن الخطاب ذات ليلة وهذه المرأة تقول:
ألا سبيل إلى خمر فأشريها...... البيت......
فدعا بنصر بن حجاج فسيره إلى البصرة، فأتى مجاشع نب مسعود السّلمي، وعنده امرأته شميلة، وكان مجاشع أميّاً، فكتب نصر على الأرض: أحبك حباً لو كان فوقك لأظلك، ولو كان تحتك لأقلّك. فكتبت المرأة: وأنا والله. فلبث مجاشع آنأ ثم أدخل كاتباً فقرأه، فأخرج نصراً، وطلقها.
وكان عمر بن الخطاب سمع قائلاً بالمدينة يقول: من الطويل
أعوذ برب الناس من شر معقلٍ ... إذا معقلٌ راح البقيع مرجّلا
يعني معقل بن سنان الأشجعي، وكان قدم المدينة، فقال له عمر: الحق بباديتك.
قال الزهري: دخل عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن مسعود على عمر بن عبد العزيز، وهو أميرنا بالمدينة، فقال عروة في شيء جرى من ذكر عائشة وعبد الله بن الزبير: سمعت عائشة تقول: ما أحببت أحداً كحبي عبد الله بن الزبير، لا أعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أبوي، فقال له عمر: إنكم تنتحلون عائشة وابن الزبير انتحال من لا يرى فيهما لأحد