ذلك أنه كان يجلس مع بني بنيه وهم شيوخ، وهو شاب؛ لأنه كان مات وهو ابن أربعين سنة، فبعثه الله شاباً كهيئته يوم مات. فقال ابن عباس: بعث بعد بختنصر.
فلما سلط الله على بني إسرائيل بعد بختنصر مرّ أنطياخوس وهدم بيت المقدس، فلما بعث عزير قام بذلك يناشد ربه فيما نزل ببني إسرائيل من بختنصر وما لقوا منه ومن أنطياخوس.
وقيل في قوله:" أو كالذي مرّ على قريةٍ " قال: القرية: أرض المقدس، وذلك أن العزير مرّ بها وهي خراب، فقال:" أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عامٍ ثم بعثه " على السن التي توفاه عليها بعد مئة سنة، وله أربعون سنة، ولأمته عشرون ومئة سنة، ولابن ابنه تسعون سنة. وأنشد في ذلك: من الطويل
وأسود راسٍ شاب من قبله ابنه ... ومن قبله ابن ابنه فهو أكبر
ترى ابن ابنه شيخاً يدبّ على عصا ... ولحيته سوداء والرأس أشقر
وما لابنه حيلٌ ولا فضل قوّةٍ ... يقوم كما يمشي الصبيّ فيعثر
يعد ابنه في الناس تسعين حجّةً ... وعشرين لا يجري ولا يتبختر
وعمر أبيه أربعون أمرّها ... ولابن ابنه في الناس تسعون غبّر
فما هو في المعقول إن كنت دارياً ... وإن كنت لا تدري فبالجهل تعذر
وفي حديث آخر مختصر: فأمر الله ملكاً فنزل بمغرفة من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفاً بحرف حتى فرغ منها.
جاء ابن عباس إلى ابن سلام فقال: إني جئتك أسألك عن أشياء، فقال ابن سلام: وأنت تقرأ القرآن؟! قال: نعم، وإن كنت أقرأ القرآن. قال: ما لي أرى اليهود قالوا: عزير ابن الله، وقد كان فيهم موسى وهارون وداود وسليمان والأنبياء، فلم يقولوا لأحد