إنّ الذوائب من فهرٍ وإخوتهم ... قد شرعوا سنة للناس تتّبع
يرضى بها كلّ من كانت سريرته ... تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجيةٌ تلك منهم غير محدثةٍ ... إن الخلائق فاعلم شرّها البدع
لا يرقع الناس ما أوهت أكفّهم ... عند الدّفاع ولا يوهون ما رقعوا
ولا يضنّون عن جار بفضلهم ... ولا ينالهم في مطمع طبع
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم ... فكلّ سبقٍ لأدنى سبقهم تبع
أكرم بقومٍ رسول الله شيعتهم ... إذا تفرقت الأهواء والشّيع
أعفّةٌ ذكرت في الوحي عفتهم ... لا يطمعون ولا يرديهم طمع
كأنهم في الوغى والموت مكتنعٌ ... أسدٌ ببيشة في إرصاعها قذع
لا فرّح إن أصابوا في عدوّهم ... وإن أصيبوا فلا خورٌ ولا جزع
وإن أصبنا لحي لم ندبّ لهم ... كما تدبّ إلى الوحشية الذّرع
نسمو إلى الحرب نالتنا مخالبها ... إذا الزعانف من أطرافها خشعوا
خذ منهم ما أتوا عفواً إذا غضبوا ... ولا يكن همّك الأمر الذي منعوا
فإنّ في حربهم فاترك عداوتهم ... سماً عريضاً عليه الصاب والسّلع
أهدى لهم مدحاً قلبٌ يؤازره ... فيما أحب لسانٌ حائكٌ صنع
وإنهم أفضل الأحياء كلّهم ... إذ جدّ بالناس جدّ القول أو شمعوا