للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام، ولكنا نستحي من الإكثار فيما أعطانا الله، أقول هذا لأن يؤتى بقولٍ هو أفضل من قولنا! فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لثابت بن قيس: " قم فأجب خطيبهم ".

فقال ثابت وما كان درى من ذلك بشيء وما هيأ قبل ذلك ما يقول، فقال: الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيها أمره، ووسع كل شيء علمه، فلم يكن شيء إلا من فضله، ثم كان مما قدر الله أن جعلنا ملوكاً، اصطفى لنا من خلقه رسولاً، أكرمهم نسباً، وأحسنهم زيّاً، وأصدقهم حديثاً، أنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، وكان خيرته من عباده، فدعا إلى الإيمان؛ فآمن المهاجرون من قومه وذوي رحمه، أصبح الناس أنصار الله ورسوله، نقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه في ذلك، وكان قتله علينا يسيراً، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات. ثم جلس.

فقالوا: يا رسول الله ائذن لشاعرنا، فأذن له؛ فأقاموا الزبرقان بن بدر فقال: من البسيط

نحن الملوك فلا حيٌّ يقاربنا ... فينا الملوك وفينا تنصب البيع

وكم قسرنا من الأحياء كلّهم ... عند النّهاب وفضل الخير يتّبع

ونحن نطعم عند القحط ما أكلوا ... من السّديف إذا لم يؤنس القزع

وننحر الكوم عبطاً في أرومتنا ... للنازلين إذا ما استنزلوا شعبوا

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أجبهم يا حسان بن ثابت "، فقام فقال: من البسيط

<<  <  ج: ص:  >  >>