للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي إن بني عمك يزعمون أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم، فانته عن ذلك، قال: فلحظ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببصره إلى السماء، فقال: " أترون هذه الشمس؟ " قالوا: نعم، قال: " ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تستشعلوا لي منها شعلة "، قال: فقال أبو طالب: ما كذب ابن أخي، فارجعوا.

قال الحسن البصري: قدم عقيل بن أبي طالب البصرة، فتزوج امرأة من بني جشم، فلما خرج قالوا: بالرّفاء والبنين، فقال: لا تقولوا هكذا، نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نقول: بالرفاء والبنين، وأمرنا أن نقول: " بارك الله لك، وبارك عليك ".

وجعفر وعلي وعقيل بنو أبي طالب، أمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى الله وإلى رسوله بالمدينة وماتت بها، وشهدها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أتى عقيل البصرة والكوفة والشام، ومات في خلافة معاوية.

وعقيل وجعفر وعلي كل واحد منهم أسنّ من صاحبه بعشر سنين على الولاء، وأخوهم طالب لا عقب له. وهو الذي يقول حين استكرهه مشركو قريش على الخروج إلى بدر: من الرجز

يا ربّ إمّا خرجوا بطالب ... في مقنبٍ من هذه المقانب

فاجعلهم المغلوب غير الغالب ... والرجل المسلوب غير السالب

وكان علي أصغر بني أبي طالب سناً، وأولهم إسلاماً، وكان عقيل فيمن أخرج من بني هاشم كرهاً مع المشركين إلى بدر، فشهدها، وأسر يومئذ، وكان لا مال له، ففداه

<<  <  ج: ص:  >  >>