للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباس بن عبد المطلب، ورجع عقيل إلى مكة، فلم يزل بها حتى خرج إلى سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجراً في أول سنة ثمانٍ، فشهد غزوة مؤتة، ورجع، فعرض له مرض، فلم يسمع له بذكر في فتح مكة ولا الطائف ولا خيبر ولا حنين، وقد أطعمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر مئة وأربعين وسقاً كل سنة، ومات عقيل بن أبي طالب بعدما عمي في خلافة معاوية، وله عقب، وله دار بالبقيع ربّة يعني كثيرة الأهل والجماعة واسعة.

وروي أن عقيلاً بارز رجلاً يوم مؤتة فقتله، فنفّله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتمه. وقيل: نفّله سيفه وترسه، وكان إسلام عقيل قبل يوم مؤتة، وكان ورث أبا طالب هو وطالب دون علي وجعفر، لأنهما كانا مسلمين.

وعن ابن عباس: في قول الله عز وجل: " يا أيها النبيّ قل لمن في أيديكم من الأسارى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم، والله غفور رحيم " نزلت في الأسارى يوم بدر، ومنهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب.

وقال عقيل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من قتلت من أشرافهن أثخن فيهم! فقال: قتل أبو جهل، فقال: " الآن صفا لك الوادي ".

وقال له عقيل: إنه لم يبق من أهل بيتك أحد إلا وقد أسلم، قال: " فقل لهم فليلحقوا بي، فلما أتاهم عقيل بهذه المقالة خرجوا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>