للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أن العباس ونوفلاً وعقيلاً رجعوا إلى مكة، أمروا بذلك ليقيموا ما كانوا يقيمون من أمر السقاية والرفادة يعني والرياسة، وذلك بعد موت أبي لهب، وكانت السقاية والرفادة والرياسة في الجاهلية في بني هاشم، ثم هاجروا بعد إلى المدينة، فقدموها بأهاليهم وأولادهم.

قال علي كرم الله وجهه: لما كان ليلة بدر أصابنا وعك من حمى وشيء من مطر، فافترق الناس يستترون تحت الشجر، وما رأيت أحداً يصلي غير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى انفجرا لصبح، فصاح: " عباد الل " هـ، فأقبل الناس من تحت الشجر، فصلى بهم، ثم أقبل على القتال، ورغبهم فيه، فقال: " إن بين عبد المطلب قوم أخرجوا كرهاً، لم يريدوا قتالكم، فمن لقي منكم أحداً منهم فر يقتله، وليأسره أسراً ". ثم قال لهم: " إن جمع قريش عند ذلك الضلع من الجبل ".

فلما تصافّ القوم، رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً يسير على جمل أحمر، فقال: " عن يكن عند أحد من القوم خير فعند صاحب هذا الجمل الأحمر "، ثم قال: " يا علي انطلق إلى حمزة، وكان حمزة أدنى القوم من القوم، فسله عن صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول "؛ فسأله، فقال: هذا عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال.

قال علي: وكان الشجاع منا يومئذ الذي يقوم بإزاء رسول الله صلى عليه وسلم، فلما هزم الله القوم التفت فإذا عقيل مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة، قال: فصددت عنه، فصاح بي: يا بن أم علي، وأما والله لقد رأيت مكاني، ولكن عمداً تصدّ عنّي.

فقال علي: فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رسول الله، هل لك في أبي يزيد مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة؟ فقال: " انطلق بنا إليه " فمضينا إليه نمشي، فلما رآنا عقيل قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>