إنما أنا بشر أوشك أن أدعى فأجيب، ألا وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله، حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاث مرات.
قال: فقلنا: من أهل بيته، نساؤه؟ قال: لا، لأن المرأة تكون مع الرجل برهة من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها. وأهل بيته: أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. آل علي والعباس وآل جعفر وآل عقيل.
جاء علي بن أبي طالب إلى عثمان بن عفان، فقال له: يا أمير المؤمنين، لي إليك حاجة، لابد أن تسعفني بها، قال: ما هي؟ قال: فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، خطبتها، فأبتني، وتزوجت عقيل بن أبي طالب، فسلها: لم ذاك؟ فقال عثمان: ما نصنع بذلك؟ النساء يأخذن ويدعن، قال: إني أحب ذلك، أقسمت إلا سألتها عن ذلك.
فدعا عثمان مولاه معتّباً فقال له: اذهب إلى فاطمة بنت عتبة فأقرها السلام ورحمة الله، وقل: إن عمك أرسلني إليك يسألك: لم رددت علياً وتزوجت عقيلاً؟ فلما جاءها استأذن عليها، فقالت: من هذا؟ قال: معتّب مولى عثمان، فقالت: ادخل، مرحباً، فدخل، فأبلغها رسالة عثمان، فقالت له: نعم، أمر معروف، إني وجدت علياً قتل الأحبة، ووجدت عقيلاً قاتل معهم. اخرج أبا زيد، فخرج عليّ شيخ أعقف في ملحفة مورّسة.
فجاء عقيل بن أبي طالب إلى علي بن أبي طالب بالعراق ليعطيه. فأبى أن يعطيه شيئاً، فقال: إذاً أذهب إلى رجل هو أوصل منك، فذهب إلى معاوية، فغرف له معاوية.