بهذا البيت كأنه فسطاط أبيض لطوله، فحدث بذلك علي بن عبد الله، فقال: كنت إلى منكب أبي، وكان أبي إلى منكب جدّي.
وعن أبي المغيرة قال: إن كنا لنطلب الخف لعلي بن عبد الله بن العباس، فما نجده حتى نصنعه له صنعة، والنعل فما نجدها حتى نصنعها له صنعة، وإن كان ليغضب فيعرف ذلك فيه ثلاثاً، وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
ويقال: إنه أوصى إلى ابنه سليمان، فقيل له: توصي إلى ابنك سليمان وتدع محمداً؟! قال: وإني أكره أن أدنسه بالوصاة. وكان علي يخضب بالسواد.
قال ابن شهاب: سأل عبد الملك بن مروان علي بن عبد الله بن عباس عن هذه الآية " ما جعل عليكم في الدّين من حرجٍ " فقال علي بن عبد الله: الحرج: الضيق. جعل الله الكفارات مخرجاً من ذلك. سمعت ابن عباس يقول ذلك.
وكان علي بن عبد الله بن العباس إذا قدم مكة حاجاً أو معتمراً عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرامن وهجرت مواضع حلقها، ولزمت مجلس علي بن عبد الله إعظاماً وإجلالاً وتبجيلاً. فإن قعد قعدوا، وإن نهض نهضوا، وإن مشى مشوا جميعاً حوله، وكان لا يرى لقريش في مسجد الحرام مجلس ذكرٍ يجتمع إليه فيه حتى يخرج علي بن عبد الله من الحرم.
وقال علي بن عبد الله بن عباس: سادة الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء.
وقال: اصطناع المعروف قربة إلى الله، وحظ في قلوب العباد، وشكر باق.
وقال سفيان بن عيينة: جاء رجل إلى علي بن عبد الله بن العباس في حاجة، فقال: جئتك في حاجة