فقال: يا أمير المؤمنين، أعمل بهنّ، فإذا لقيت ربّي أقول: أمرني بهنّ عمر بن الخطّاب. فقال: خذهنّ، فإذا لقيت ربّك فقل له ما بدا لك.
وعن مسروق، عن عمر، قال: حسب الرّجل د ينه، وأصله عقله، ومروءته خلقه؛ وإن الشّجاع ليقاتل عمّن لا يبالي أن لا يعرف، وإن الجبان ليفّر عن أبيه. وقال: لا تعرض لما لا يعنيك، واعتزل عدوّك، واحتفظ من خليلك إلاّ الأمين، فإن الأمين ليس شيء يعدله، ولا أمين إلاّ من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فيحملك على الفجور، ولا تفش لأحد سرّك، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزّ وجلّ.
وقال عمر: إن الشجاعة والجبن غرائز في الرّجال، يقاتل الشجاع عن من لا يعرف، ويفرّ الجبان عن أبيه، والكرم الحسب، وحسب المرء دينه، وكرمه خلقه ولو كان فارسياً أو نبطياً. وقال: ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: تبدؤه بالسّلام إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسماءه إليه. وثلاث من العيّ: أن يستبين لك من النّاس ما يخفى عليك من نفسك، وأن تعيب على النّاس بالّذي تأتى، وأن تؤذي جليسك بما لا يعنيك.
وقال عمر بن الخطاب: من كنتم سرّه كانت الخيرة في يديه، ومن عرّض نفسه للتّهمة فلا يلومنّ من أساء به الظّنّ، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير مدخلاً، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تكثر الحلف فيهينك الله، وما كافأت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وعليك بإخوان الصّدق اكتسبهم فإنّهم زين في الرّخاء وعدّة عند البلاء.