عن الأحنف بن قبس، قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أحنف من كثر ضحكه قلّت هيبته، ومن مزح استخفّ به، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه.
وعن زيد بن عقبه، قال: قال عمر بن الخطاب: الرّجال ثلاثة، والنّساء ثلاثة، فامرأة عفيفة مسلمة، هّينة ليّنة ودود ولود، تعين أهلها على الدّهر ولا تعين الدّهر على أهلها، وقلّ ما تجدها؛ والأخرى وعاء للولد، لا تزيد على ذلك شيئاً؛ وأخرى غلّ قمل يجعلها الله في عنق من يشاء، وينزعه إذا شاء. والرّجال ثلاثة: فرجل إذا أقبلت الأمور وتشبّهت، يأمر فيها أمره، ونزل عند رأيه؛ وآخر ينزل به الأمر فلا يعرفه، فيأتي ذوي الرّأي فينزل عند رأيهم؛ وآخر حائر بائر، لا يأتمر رشداً، ولا يطيع مرشداً.
عن أبي السفر، قال: رؤيء على عليّ برده كان يكثر لبسه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنك لتكثر لبس هذا؛ قال: إنه كسانيه خليلي، وصفييّ، وصديقي، وخاصّتي، عمر بن الخطاب؛ إن عمر ناصح الله فنصحه الله تعالى؛ ثم بكى.
وقال عليّ بن أبي طالب: إ ن أبا بكر كان أوّاهاً منيباً، وإن عمر نصح الله فنصحه. وقال عليّ: إن عمر كان رشيد الأمر.
قال سالم بن أبي الجعد: جاء أهل نجران بكتابهم إلى عليّ في أديم أحمر، فقالوا: ننشدك بكتابك بيمينك، وشفاعتك بلسانك، إلا ما رددتنا إلى أرضنا. فقال: إن عمر كان رشيد الأمر.