سنّي، وضعفت قوّتي، وانتشرت رعيّتي، فاقبضني إليك غير مضيّع ولا مفرّط. فما انسلخ ذو الحجّة حتى طعن، فمات.
عن جبير بن مطعم، قال: حججت مع عمر آخر حجّة حجّها، فبينما نحن واقفون معه على جبل عرفة، صرخ رجل فقال: يا خليفة؛ فقال رجل من لهب وهم حيّ من أزد شنؤة يعتافون مالك، قطع الله لهجتك وقال عقيل: لهاتك والله لا يقف عمر على هذا الجبل بعد هذا العام أبداً.
قال جبير: فوقعت بالرّجل اللهبيّ، فشتمته؛ حتى إذا كان الغد، وقف عمر وهو يرمي الجمار، فجاءت حصاة عائرة من الحصا الذي يرمي به النّاس، فوقعت في رأسه، ففصدت عرقاً من رأسه؛ فقال رجل: أشعر، وربّ الكعبة، لا يقف عمر على هذا الموقف أبداً بعد هذا العام.
قال جبير: فذهبت ألتفت إلى الرّجل الذي قال ذلك، فإذا هو اللهبيّ الذي قال لعمر على جبل عرفة ما قال.
وزاد في أخرى: قال: فوالله ما حجّ عمر بعدها.
عن عائشة زوج النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن عمر بن الخطّاب أذن لأزواج النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحججن في آخر حجّة حجّها عمر بن الخطّاب. قالت: فلمّا ارتحل عمر من الحصبة آخر اللّيل، أقبل رجل يسير، فقال وأنا أسمع: أين كان مناخ أمير المؤمنين؟ قالت: فقال له قائل وأنا أسمع: هذا كان منزله؛ فأناخ في منزل عمر، ثم رفع عقيرته يتغنّى، فقال: من الطويل