للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك سلام من أمير وباركت ... يدالله في ذاك الأديم الممزّق

فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق

قضيت أموراً ثم غادرت بعدها ... بوائج في أكمامها لم تفتّق

فلمّا سمعت ذلك، قلت لبعض أهلي: اعلموا لي من هذا الرّجل. فانطلقوا إليه فلم يجدوه في مناخه، فقالت عائشة: والله إنّي لأحسبه من الجنّ؛ حتى إذا قتل عمر نحل النّاس هذه الأبيات شمّاخ بن ضرار الغطفانّي، ثم الثّعلبيّ، أو عمّ شمّاخ.

وفي رواية: فأقبل رجل إلى عمر منتقب، فسلّم عليه، ثم قال: من الطويل

جزى الله خيراً من إمام وباركت ... يد اله في ذاك الأديم الممزّق

قضيت أموراً ثم غادرت بعدها ... بوائج في أكمامها لم تفتّق

وكنت تشوب الدّين بالحلم والتّقى ... وحكم صليب الرّأي غير مزوّق

فمن يسع أويركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق

وزير النبيّ حياته ووليّه ... كساه الإله جبّةً لم تخرّق

من الفضل والإسلام والدّين والتّقى ... فبابك عن كلّ الفواحش مغلق

أبعد قتيل بالمدينة أظلمت ... له الأرض واهتزّ العضاه بأسؤق

فما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكفّي سبنتى أزرق العين مطرق

تظّل الحصان البكر تبدي عويلها ... تنادي فويق الأيطل المتأرّق

عن أنس بن مالك: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صعد أحد وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم، فقال نبيّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثبت أحد، فإنما عليك نبيّ وصدّيق وشهيدان "

<<  <  ج: ص:  >  >>