عن أبي صالح، قال: قال كعب لعمر بن الخطّاب: أجدك في التّوراة كذا، وأجدك كذا، وأجدك تقتل شهيداً! فقال عمر بن الخطّاب: وأنّى لي بالشهادة، وأنا في جزيرة العرب؟.
عن الحسن، قال: قال عمر بن الخطّاب: حدّثني ياكعب عن جنّات عدن، فقال: نعم ياأمير المؤمنين، قصور في الجنّة لا يسكنها إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد أو حكم عدل. فقال عمر: أمّا النّبوّة فقد مضت لأهلها، وأمّا الصدّيقون فقد صدقت الله ورسوله، فأمّا حكم عدل فإنّي أرجو أن لا احكم بشيء إلاّ لم آل فيه عدلاً، وأمّا الشّهادة فأنّى لعمر الشّهادة.
وعنه، قال: قال عمر بن الخطّاب رحمة الله عليه: لولا ثلاث لتمنّيت الموت؛ الجهاد في سبيل الله وأنا أرجوه، والسّجود لله عزّوجلّ، وأن أجالس أقواماً يلتقطون جيّد الكلام كما يلتقط القوم جيّد التّمر إذا وضع بين أيديهم.
عن قيس بن أبي حازم، قال: خطب عمر بن الخطّاب النّاس ذات يوم على منبر المدينة، فقال في خطبته: إن في جنّات عدن قصراّ له خمسمئة باب، على كلّ باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبيّ ثم نظر إلى قبر الرّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: هنيئاً لك يا صاحب القبر ثم قال: أو صدّيق ثم التفت إلى قبر أبي بكر، فقال: هنيئاّ لك يا أبا بكر ثم قال: أو شهيد ثم أقبل على نفسه، فقال: وأنّى لك الشّهادة يا عمر ثم قال: إنّ الذي أخرجني من مكّة إلى هجرة المدينة لقادر أن يسوق إليّ الشّهادة.
قال ابن مسعود: فساقها الله إليه على يد شرّ خلقه مجوسيّ، عبد، مملوك للمغيرة.
عن عوف بن مالك الأشجعيّ: أنه رأى رؤيا زمان أبي بكر باليمن، فلمّا قدم قصّها على أبي بكر، وعمر يسمع، فقال: ما هذا؟. فلمّا ولّى دعاه فسأله، فقال: أولم تكذب بها؟ قال: لا، ولكنّي