استحييت من أبي بكر. فقصّها عليه، فقال: رأيت كأنّ عمر أطول النّاس، وهو يمشي فوقهم، فقلت: أنّى هذه؟ فقيل: إنه لا يخاف في الله لومة لائم، وإنّه أمير المؤمنين، وإنه يقتل شهيداً. فقال: وكيف لي بالشّهادة، وبيني وبين الرّوم رجال أهل الشّام وأهل العراق؟. قال: يتيحها الله من حيث شاء.
عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، قال: ألّلهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك.
عن أنس بن مالك، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: رأيت كأنّي أخذت جوادّ كثيرة، فاضمحلّت حتّى بقيت جادّة واحدة فسلكتها، حتى انتهيت إلى جبل، فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوقه، إلى جنبه أبو بكر، وإذا هو يومي إلى عمر: أن تعال؛ فقلت:" إنّا لله وإليه راجعون " مات والله أمير المؤمنين. فقلت: ألا تكتب بهذا إلى عمر؟ فقال: ما كنت لأنعى له نفسه.
عن معدان بن أبي طلحة اليعمري: أن عمر بن الخطّاب خطب يوم الجمعة، وذكر نبيّ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر أبا بكر، ثم قال: رأيت كأن ديكاً نقرني نقرةً أو نقرتين، وإنّي لا أراه إلاّ لحضور أجلي؛ وإنّ أقواماً يأمرونني أن أستخلف، وإنّ الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته، ولا الذي بعث نبيّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء السّتّة الذين توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راض، وقد علمت أن أقواماً سيطعنون في هذا الأمر بعدي أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضّلاّل، وإنّي لا أدع شيئاّ بعدي هو أهمّ إليّ من الكلالة، وما راجعت رسول الله عليه وسلم في شيء ما راجعت في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء منذ صاحبته ما أغلظ لي في الكلالة، حتى