للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن عبّاس، قال: دخلت على عمر حين طعن، فقلت: أبشر يا أمير المؤمنين، والله لقد مصّر الله بك الأمصار، وأوسع بك الرّزق، وأظهر بك الحقّ. فقال عمر: قبلها أو بعدها؟ فقلت: بعدها وقبلها. قال: فوالله وددت أنّي أنجو منها كفافاً لا أوجر ولا أوزر.

وعنه، قال: لمّا طعن عمر، قال: الآن لو أن لي الدّنيا وما فيها لافتديت بها من هول المطلع. فقلت له: لم؟ قد صحبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمات وهو عنك راض، ووليت المسلمين فعدلت فيهم. فقال: اعد عليّ الكلمات.

وعنه، قال: كنت مع عليّ فسمعنا الصّيحة على عمر. قال: فقام وقمت معه حتى دخلنا عليه البيت الذي هو فيه، فقال: ما هذا الصّوت؟ فقالت له امرأة: سقاه الطّبيب نبيذاً فخرج، وسقاه لبناً فخرج. فقال: لا أرى أن تمسي، فما كنت فاعلاً فافعل، فقالت أمّ كلثوم: واعمراه. وكان معها نسوة فبكين معها، وارتجّ البيت بكاءً؛ فقال عمر: والله لو أن لي ما على الأرض من شيء لافتديت به من هول المطلع. فقال ابن عبّاس: والله إني لأرجو أن لا تراها إلاّ مقدار ما قال الله: " وإن منكم إلاّ واردها " إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين؛ وأمين المؤمنين، وسيّد المؤمنين، تقضي بكتاب الله، وتقسم بالسّويّة. فأعجبه قولي، فاستوى جالساً، فقال: أتشهد لي بهذا يا ابن عبّاس؟ قال: فكففت، فضرب على كتفي، فقال: أتشهد؟ قلت: نعم، أنا أشهد.

عن عليّ بن زيد، قال: لمّا طعن عمر دخل عليه عليّ يعوده، فقعد عند رأسه، وجاء ابن عبّاس فأثنى عليه، فقال له عمر: أنت لي بهذا يا ابن عبّاس؟ فأومى إليه عليّ؛ أن قل: نعم. فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>