للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن المسور بن مخرمة، عن عمر ليلة طعن: أنه دخل معه هو وابن عبّاس، فلمّا أصبح بالصّلاة من الغد، أفزعوه، فقالوا: الصّلاة. ففزع، قال: نعم، ولاحظّ في الإسلام لمن ترك الصّلاة، فصلّى والجرح يثعب دماً.

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: كان لأهل بدر مجلس من عمر لا يجلسه غيرهم. قال: وكان عليّ بن أبي طالب أوّلهم دخولاً آخرهم خروجاً، فلمّا طعن عمر، قال: عن ملأ منكم كان هذا؟ قال عليّ: ما كان عن ملأ منّا، ولوددنا أنه زيد من أعمارنا في عمرك.

قال الزّبير بن بكار: وعمر بن الخطّاب مصّر الأمصار، ودوّن العطاء، ومناقبه كثيرة، وهو أوّل من أرّخ.

عن كعب، قال: كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر، وإذا ذكرنا عمر ذكرناه، وكان إلى جنبه نبيّ يوحى إليه، فأوحى الله إلى النبيّ أن يقول له: اعهد عهدك، واكتب وصيّتك، فإنك ميت إلى ثلاثة أيّام؛ فأخبره النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فلمّا كان اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين السّرير، ثم جأر إلى ربّه فقال: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم، وإذا اختلفت الأمور اتّبعت هواك، وكنت، فزدني في عمري حتى يكبر طفلي، وتربوا أمّتي؛ فأوحى الله إلى النّبيّ: إنه قد قال كذا وكذا، وقد صدق، وقد زدته في عمره خمس عشرة سنةً، ففي ذلك ما يكبر طفله، وتربوا أمّته. فلمّا طعن عمر قال كعب: لئن سأل ربّه ليبقينّه الله. فأخبر بذلك عمر، فقال: اللهم اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>